ولذلك كانت تلك البيئة معدَّة من الله -سبحانه وتعالى- لانطلاقة الرسالة، لكن ذلك المجتمع لم يتهيأ لأن يحظى بشرف حمل هذا المشروع الإلهي والنهوض به؛ فأتت سنَّة الله -سبحانه وتعالى -في الاستبدال، استبدال هذا المجتمع بمجتمع آخر يحظى بهذا الشرف الكبير، يفوز بهذه المنزلة العظيمة، وبهذه المهمة العظيمة والمقدَّسة، كان هذا المجتمع هو مجتمع الأنصار في يثرب (الأوس والخزرج)، الذين وَفَدَ وفدٌ منهم إلى مكة، وسمع بدعوة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- وتأثَّروا، وأسلموا، وعادوا أيضاً إلى قومهم، ثم في الموسم القادم أتى وفد أكبر، وهذا الوفد أيضاً دخل في الإسلام، وبعث معهم الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- سفيراً أو رسولاً من عنده إلى المدينة ليقوم بدور التهيئة، ثم عندما أتى الأمر من الله -سبحانه وتعالى- بالهجرة من مكة، وأتم النبي دوره في مكة، وأتى قول الله -سبحانه وتعالى-: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ}
اقراء المزيد